The Lebanese Flag

 

CENTER FOR DEMOCRACY IN LEBANON


 


 







لاستعادة الشيعة...
داليا عبيد - ميشال دويهي
 

الثلثاء 8 آب 2006 - النهار
http://www.annaharonline.com/htd/KADAYA060808-3.HTM


تسرب منطق دولة "حزب الله" إلى لاوعي الأكثرية الشيعية، وقد ظهر ذلك واضحاً في سلوك النازحين الشيعة من الجنوب والضاحية بالتحديد إلى أماكن أخرى آمنة نسبياً كالعاصمة بيروت والجبل اللبناني أثناء المسلسل الجديد للعدوان الإسرائيلي المتغطرس

خروج النازحين من مناطقهم تحت ظروف قاسية جداً، تتشابه إلى حد ما مع هجرة أهلهم وأقربائهم في السابق من الجنوب بالتحديد إلى مدينة ديربون في ولاية ميشيغين الأميركية حيث إستطاعوا إقامة عازل صلب يحميهم وابناءهم من إحتمال إنهزام الهوية الشيعية أمام الهجمة الإمبريالية الأميركية في ديار العم سام

كما في كل الحروب، ترك النازحون أحباباً وممتلكات وحاجيات أساسية وذكريات حميمة في ديارهم لكنهم لم ينسوا إصطحاب علم دولتهم الأصفر وصورة قائدهم الثوري-الإسلامي الذي يشبّهه محبوه بأشهر أعداء الإمبريالية في القرن العشرين تشي غيفارا

إضافة إلى ذلك، أصر بعضهم على الإستمرار في ممارسة عادات، لبست مع الوقت وجهاً إجتماعياً، فأقاموا مجالس عزاء يومية في أماكن سكنهم العامة كالمدارس، احدى أهم نقاط تمركزهم في غربتهم الموقت

عند دراسة هذه السلوكات، يتأكد لنا مدى الجهد الذي بذله "حزب الله" إبتداء من العام 1985 رسمياً ليتغلغل في النسيج الإجتماعي الفقير والمنسي والمحروم للطائفة الشيعية فتحول مع الوقت مجتمعاً يتميز أيضاً بنوع من السرية وبهوس من فعل الخيانة، ويسوده منطق الصمت والتكتم.هذا المجتمع إنصاع بشكل تام لمبدأ "ولاية الفقيه" ورسم خطاً "أزرق" غير مرئي حال دون دخول الشيعة إلى حضن الدولة اللبنانية وإعترافهم بمبادئ الجمهورية خاصة بعد توقيع إتفاق الطائف وإزالة صفة الغبن التاريخية عن الطائفة الشيعية

أمام هذه الوقائع، نعي جيداً أن تسلح "حزب الله" لا يشكل المشكلة والعائق الوحيدين أمام معركة إستكمال السيادة والإستقلال لبناء وطن موحد، بل تقف ثقافة منظمة، منبعثة من الثورة الإسلامية الإيرانية ومرتبطة بعقيدة دينية تعتمد على أبرز أدواتها: الجهاد والسلاح، وقد استغلت مبدأ الحرمان السائد وحاصرته لتحرز فتوحات داخل الشباب الشيعي وتنتج جيلا" خاصاً من الإستشهاديين. هذه الثقافة الغريبة عن المجتمع اللبناني، تعمل على زيادة عدد الأنفاق والجسور المهدومة بين الطائفة الشيعية وبقية الطوائف التي أخذت تقتنع مع الوقت وبعد تجارب تاريخية بوجوب لبننتها والإنضواء تحت لواء دولة المؤسسات. إنطلاقاً من هنا، تصبح الحاجة ماسة لإطلاق النقاش حول كيفية طلب الطاعة وإسترجاع الطائفة الشيعية إلى بيت الزوجية اللبناني

لذلك نود أن ننبه إلى ضرورة المباشرة بطروحات، تهدف إلى تغيير مسار إستخدام مصطلح "ما قبل 12 تموز وما بعده" لدرء مخاطر المخطط الصهيوني وإستنهاض مشروع الوطن وتحقيق إستقراره وتطبيق أسس الدولة المدنية. بعد وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي وتبنّي خطة الرئيس فؤاد السنيورة بالكامل، يحتاج لبنان إلى قرار سياسي واضح يحتّم دخول الدولة، بالمعنى الشامل للكلمة، إلى الضاحية الجنوبية، والجنوب ومنطقة بعلبك - الهرمل


في الإعمار والإقتصاد

من أولويات بسط السلطة على هذه المناطق، هي أن تأخذ الحكومة دورها لإعادة إعمار ما تهدم، عوض أن تلعبه مؤسسات "جهاد البناء" التابعة لـ"حزب الله" كما جرت العادة

ويرسم هذا القرار تالياً نقطة عبور بهدف الإمساك بكل الخدمات الإجتماعية والإنمائية التي يقدمها "حزب الله". لكن لا تشكل المطالبة بإعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية بشكل خاص دعوة إلى تبني سياسات إقتصادية نيوليبيرالية كتلك التي إستخدمت لإعادة إعمار وسط بيروت بعد الحرب الاهلية الطاحنة بل التنبيه إلى ضرورة بدء عملية إنماء متوازن وإطلاق مشروع دولة المؤسسات في كل المناطق اللبنانية بهدف إيقاف تناوب صفة الحرمان المرحلية بين المحافظات والطوائف


في الأمن

تتطلب هذه المرحلة بدء عملية حصر السلاح بالدولة اللبنانية وحدها عبر إنتشار القوى الشرعية المسلحة على كامل أراضيها
 
أما بالنسبة لسلاح "حزب الله"، نود أن ننظر بحذر إلى أحد الحلول المطروحة له عبر دمجه بالجيش والقوى الأمنية في الوقت الحالي طالما أنه مرتهن لحسابات النظامين الإيراني والسوري هذا بالإضافة إلى مشكلة عقيدة مقاتلي "حزب الله" التي لن تتغير شهيتها في وقت قريب لتتأقلم مع عقيدة الجيش اللبناني

إن خطة دمج "حزب الله" بالجيش بعد توقف همجية العدو الإسرائيلي، قد تكون فرصة مقتنصة لإنشاء خلايا أمنية إيرانية - سورية داخل أهم مؤسسات الدولة اللبنانية وقد تشكل وجهاً جديداً للإنقلاب على الحكومة من داخل هذه المؤسسة، بعد هدوء المدفع
 
يجب أن يترافق مع هذه الخطط والملاحظات، مرحلة بناء جسور الثقة بقيامة الدولة، لذلك على الحكومة اللبنانية أن تفرض الهيبة والإحترام وأن تحذف مصطلح "ما بدنا نزعل حدا" من القاموس اللبناني وإستبداله بكلمة "مواطن" وتالياً إطلاق عملية مصالحة شاملة للفرد مع الدولة
 
من أهم الإجراءات الشكلية الممكن إتخاذها في هذه الحالة هي نزع صور الزعامات الدينية والشهداء والشعارات المذهبية والحزبية من كل المناطق كافة لدفع الشعب اللبناني إلى رسم هوية منسجمة ظاهرياً مع نفسه عبر إزالة مظاهر الإختلاف الإيديولوجي بين المناطق

في الختام، يبدو لنا واضحاً من خلال خطابات السيد حسن نصر الله المتكررة في أيام الحصار، وفي إعتباره أن الهجوم الإسرائيلي هو قتال ضد أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وفي إشارته إلى إستمرار الحرب "شاء اللبنانيون أم أبوا"، أن خيار "حزب الله" هو الإنفصال عن مشروع الدولة ورفضه مبدأ أن قرار السيادة هو ملك الشعب اللبناني بأكمله

فهل يرضى اللبنانيون والشيعة بشكل خاص بالبقاء رهائن لهذه المواقف؟ وهل تقبل الحكومة اللبنانية باستمرار أسر الشيعة في سجن الإنفاق الإجتماعي الإقتصادي داخل جزر "حزب الله"؟

أسئلة حساسة، يرجى بحثها بدقة في المرحلة المقبلة من جانب كل أطياف المجتمع ومن جانب الحكومة لعدم إعادة السلم الأهلي عشرين عاماً إلى الوراء ولتحصين الداخل خوفاً من إنهزام الوطن اللبناني


 




Copyright © 2005 by Center for Democracy in Lebanon™.
The content throughout this Web site that originates with CDL
can be freely copied and used as long as you make no substantive
changes and clearly give us credit. Details.
Legal Statement
For problems or questions regarding this Web site contact Webmaster.
Last updated: 05/19/11.